كان يا ما كان، كان فيه أب. بيحب ولاده الصغيرين جدا، وكان بيساعد في كل حاجة تخصهم، بيأكل ويغير ويلعب.
شوية شوية الولاد الصغيرين كبروا وهو زي ماهو، شايفهم البيبيهات الصغيرين لسه. مش عايز يصدق انهم كبروا. مش قادر يشاركهم حياتهم بعد ما كبروا.
عايش في الماضي على طول. بيحاول يحس بيهم طبعا بس مش دايما معاهم. حكاياته وكلامه كله على ذكرياتهم لما كانوا صغيرين.
اللي حصل انهم عاشوا حياتهم عادي، وهو مش مستوعب انهم كبروا وبقى ليهم مشاكلهم وألمهم وانتصاراتهم من غيره. كأنه مفصول عن الواقع وعايش في الماضي.
لما كنت تعبانه مع ولادي وهما صغيرين اوي كانت ناس كتير تقوللي "دي احلى ايام". بعد كده اصعب، بعد كده فيه مذاكرة ووجع قلب. على الاقل دلوقتي مابتفكريش كتير!
الحقيقة الكلام ده تعبني اكتر ما هو ريحني وحسسني بالذنب وبالقلق ان الايام اللي المفروض حلوة هتعدي وانا تعبانة فيها!
اكتشفت ان كل مرحلة ليها صعوبتها وليها حلاوتها.
يعني وهما بيبي دي فعلا مرحلة صعبة جسديا اكتر، وكل مابيكبروا التفكير بيزيد والمشاكل بتبقى مختلفة بس على الاقل بعرف أنام الليل كله، وبعرف آكل وبعرف أشرب القهوة سخنة وادخل الحمام لوحدي!
اكتشفت ان الأحسن إني أعيش اللحظة بكل حلاوتها وألمها، لانها هتعدي وهتيجي اللي بعدها وهعيشها برضه.
لكن لو فضلت عايشة في الماضي، مش هيرجع تاني وهعيش حياتي مغصوبة عليها وتعبانة!
ولو عشت مستنية المستقبل عشان ارتاح، مانا مش هرتاح برضه، وهبقى ضيعت عمري مستنية الفرج!
بقيت بحاول استمتع باللحظة وبالمرحلة اللي انا فيه وبس.
كلام يبدو بسيط بس اخد مني وقت على مابدأت استوعبه وحبيت أشارككوا بيه لإني متأكدة اني مش لوحدي
مين تاني زيي كان مستنيهم يكبروا ومين نفسه يرجعوا بيبي تاني عشان أسهل