الراجل مابيعيطش!
ماعرفش قد إيه من ثقافات الأرض بتؤمن بهذه الحكمة الغريبة، بس الأكيد اننا نحن المصريين منهم. والغريب جدا في المسألة كمان إن ده مش حكم مطلق، يعني لما راجل كبير بشنبات يموتله حد بيحبه مثلا ممكن يعيّط عادي ماحدش بيقوله الراجل مايعيطش! لكن الطفل الصغير لما يبقى زعلان لأي سبب ومش عارف يتصرف في الشعور اللي عنده ده فيعيط عادي يعني زي ما طبيعته بتُملي عليه، فيقولوله بقه إن قال إيه الراجل مابيعيطش!
طب يعمل إيه هو في الشعور اللي عنده اللي مخليه عايز يعيّط ده؟ ماحدش بيقوله، هو يتصرّف، فيروح مخبيه بقه، دافنه جواه في حتة ممكن هو نفسه مايعرفش هي فين. ويتعلّم بالمرة إنه مش من حقه إنه يحس بإحباط أو زعل أو غضب على أي حاجة، مع إن كل ده من حقه الطبيعي حتى لو كانت مشاعره دي بالنسبالنا إحنا حاجة عبيطة، هو لسه حقه إنه يحس على قده، على قد ما يعرف. وبالمرة بقه كمان نعلّمه ان العياط ده حاجة خايبة وبتاعة البنات فيبقوا البنات خايبين، بما إنهم مسموحلهم يعملوا الحاجة الخايبة طبعا!
شيء بديهي ان الأهل يعلموا ولادهم مايبقوش زنانين، شيء بديهي إن الأهل يعلّموا الولد (والبنت كمان على فكرة) انهم يفهموا إن الواحد وهو بيعيّط مش حيقدر أصلا يحل المشكلة اللي مزعلاه لو عنده مشكلة، بس لازم نعلّهمهم يقبلوا زعلهم وبعدين يعدّوه ويروحوا عاللي بعده بقه عشان يعرفوا يفكروا في اللي محتاجين يفكروا فيه. ولو هي حاجة اتكسرت مثلا ولّا ضاعت فزعلانين عليها نعلّمهم اننا مابنقعدش زعلانين عشان أي حاجة، مسموح نزعل بس شوية زعل صغيرين كده وخلاص، ممكن أعيط لما لعبتي اللي بحبها تتكسر، بعيّط عشان ألاقي حد من أهلي يحضنّي ويقولّي ان الأشياء لا تدوم، مش عشان أهلي دول اللي شغلتهم يحضنوني يقولولي "كذبًا" إن الراجل مابيعيطش!
فيه حاجات كتير بالمناسبة ممكن نعلّم عيالنا برضه إن "الراجل" مابيعملهاش؛ زي إنه يخلف وعده مثلا، زي إنه مايخلّيش باله من الأضعف منه، زي انه مايفتريش على حد، زي انه مايهدرش المَية، زي انه مايلوّثش البيئة، زي انه مايرميش زبالة في الشارع، زي إنه مايبقاش أبدا لا يُعتمد عليه، زي إنه ماياخدش دور حد في طابور، زي انه مايقولش غير اللي يعنيه، زي انه مايكذبش، زي مليون حاجة أغلبنا مابيعلّموهاش لولادهم! بس إيه؟ مابنعيطش!!
وعلى فكرة زي ما هو واضح جدا برضه أعتقد، كل الحاجات اللي فوق دي وبقية المليون حاجة كمان، كلّهم مش بتوع الرجالة ولا حاجة، دول بتوع البني آدمين الكويسين.
أرجوكو علموا عيالكو "ونفسكو" يبقوا بني آدمين كويسين، ومش مهم خالص تعلّموهم مايعيطوش.